وقف التعسف
تعريفه: هو وقف متكلف من بعض المعربين أو القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء رغبة في إغراب السامع دون النظر إلى معاني الآية ومقاصدها ومن أمثلته :
1- الوقف على: [ يَحْلِفُونَ ]
من قوله تعالى: [ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ {ت} بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ] { النساء:62 } .
لأن من مقاصد الآية بيان جرأة المنافقين على الله بالحلف به كذبًا، وهذا الوقف لا يبين للسامع المحلوف به .
2- وكالوقف على: [ فَلا جُنَاحَ ]
من قوله تعالى: [ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ {ت} عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ] البقرة:158.
لأن الابتداء بـ: [ عَلَيْهِ ] يدل على وجوب السعي ، والآية لا تدل على ذلك ، لأن الأنصار كانوا يتحرجون من السعي بين الصفا والمروة ، لأنه كان عليهما صنمان ، وكان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة تعظيمًا للصنمين، وكان المسلمون يتحرجون من السعي ، فنزلت الآية لرفع الحرج ، وليس لتوجب الطواف ، فلو بدأنا وقلنا : [ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ] لأوهم أنه يجب علينا أن نطوف بالبيت والآية لا تدل على ذلك .
3- وكالوقف على: [ لا تُشْرِكْ ]
من قوله تعالى: [ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ {ت} بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ] { لقمان:13 } .
لأن المتبادر من أسلوب الآية أن الباء متعلقة بـ : [ تُشْرِكْ ] لأنه إذا قال للابن : [ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ ] ولم يقل : [ بِاللَّهِ ] فإن الولد يكون مبلبل الفكر حائر النفس، لأنه لم يفهم أن مراد أبيه تخصيص الشرك، وجملة: [ إِنَّ الشِّرْكَ ] جملة مستأنفة سيقت تعليلاً للنهي عن الشرك .
4- وكالوقف على : [ أَنْتَ ]
من قوله تعالى: [ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ {ت} مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ] { البقرة:286 } .
لأن في هذا ولو من طريق بعيد إشارة بأن غير الله يملك الغفران .
5- وكالوقف على : [ يَشَاءُ ] والابتداء بـ [ وَيَخْتَارُ ] على أن: [ما] في قوله: [ مَا كَانَ ] موصولة .
من قوله تعالى: [ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ {ت} وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ] { القصص:68 } .
فيصير المعنى الخاطئ: أن الله يختار ما يختارون ، والصواب أن: [مَا] نافية ، أي: لم يكن لهم الخيرة ، فكل شيء يجري بمشيئته جل ذكره .
|