العمل بالقرآن الكريم من أعظم المقاصد
قال تعالى : ( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف157
قال الإمام الطبري : [واتبعوا النور الذي أنزل معه]، يعني القرآن والإسلام أولئك هم المفلحون ، يقول: الذين يفعلون هذه الأفعال التي وصف بها جل ثناؤه أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، هم المنجحون المدرِكون ما طلبُوا ورجَوْا بفعلهم ذلك. (2) [تفسير الطبري / 13/ 168]
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله ×: وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ رواه مسلم 223/1
قال النووي: فمعناه ظاهر، أي: تنتفع به إن تلوته وعملت به, وإلا فهو حجة عليك(1).
وقال القرطبي: إذا امتثلت أوامره واجتنبت نواهيه كان حجة لك في المواقف التي تُسأل منه عنه، كمساءلة الملكين في القبر والمساءلة عند الميزان وفي عقاب الصراط. وإن لم يمتثل ذلك، احتج به عليك. ويحتمل أن يراد به أن القرآن هو الذي يُنتهى إليه عند التنازع في المباحث الشرعية والوقائع الحكمية، فبه تستدل على صحة دعواك، وبه يستدل عليك خصمك(2).
قال الحسن البصري: [ إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد - والله ! - أسقطه كله ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ ! والله ! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة متى كانت القراء مثل هذا ؟ لا كثَّر الله في الناس أمثالهم](3).
1. قال مجاهد: إن القرآن يقول: إني معك ما اتبعتني فإذا لم تعمل بي اتبعتك(1).
2. قال مجاهد في قول الله عز وجل +يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ" قال: يعملون به حق عمله(2).
3. قال الفضيل: إنما نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملاً، قال: قيل: كيف العمل به؟ قال: أي ليحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويأتمروا بأوامره وينتهوا عن نواهيه ويقفوا عند عجائبه(3).
4. قال الحسن: اتهموا رأيكم وأهواءكم على دين الله وانتصحوا كتاب الله على أنفسكم ودينكم(4).
قال الحسن: اقرأ القران ما نهاك فإذا لم ينهك فلستَ تقرؤه، رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله(5).
عن أبي موسى الأشعري أنه قال إن هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن لكم ذكرا وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم فانه من تبع القرآن يهبط به على رياض الجنة ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه فيقذفه في جهنم(6).
من كتاب ( نفائس التدبر ) للشيخ /جمال القرش
شرح السيوطي على سنن النسائي (5/ص/10)
مصنف ابن أبي شيبة (ج7/ص142)