4- منزلة تدبر القرآن الكريم
1- قال تعالى: +الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ" [البقرة:21].
قال أبو جعفر: يعملون بما أحللت لهم، ويجتنبون ما حرمت عليهم فيه، ولا يحرفونه عن مواضعه، ولا يبدلونه، ولا يغيرونه – كما أنزلته عليهم – بتأويل ولا غيره، أما قوله: +حَقَّ تِلاوَتِهِ" فمبالغة في صفة إتباعهم الكتاب ولزومهم العمل به (1).
2- قال تعالى: +وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا" [الإسراء:106]
قال السعدي: وأنزلنا هذا القرآن مفرقًا، فارقًا بين الهدى والضلال، والحق والباطل، +لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ" أي: على مهل، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه، +وَنزلْنَاهُ تَنزيلا" أي: شيئًا فشيئًا، مفرقًا في ثلاث وعشرين سنة، السعدي/ 468
3- قال تعالى: +كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" [ص:29]
قال ابن كثير: هذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب(2).
قال الشوكاني: في الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانيه لا لمجرد التلاوة بدون تدبر ،وليتعظ أهل العقول(3).
تفسير ابن كثير (3 /ص/364 )
فتح القدير (4/ ص/611)
قال الشنقيطي أنزل الله هذا الكتاب، معظماً نفسه، بصيغة الجمع، وأنه كتاب مبارك وأن من حكم إنزاله، أن يتدبر الناس آياته، أي يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها، حتى يفهموا ما فيها من أنواع الهدى(1).
4- قوله تعالى: +وَرَتِّلِ القُرْءان تَرْتِيلاً" [المزمل: 4].
قَالَ ابْنُ جرير: بيِّنِ القُرْءان إذا قرأته تبيينًا وترسل فيه ترسلا، اهـ(2).
قَالَ ابْنُ كثير: اقرأه على تمَهُّل فإنه يكون عونًا على فهم القُرْءان وتَدَبُّره(3).
قال الشوكاني: أي: اقرأه على مهْلٍ مع تَدَبُّر اهـ(4).
قال أبو بكر بن طاهر: تدبَّر في لطائف خطابه، وطالب نفسك بالقيام بأَحْكَامه، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه(5).
نزهة الفضلاء، تهذيب سير أعلام النبلاء (1/ ص/35).
6. قال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفا حرفا ثم يبكي حتى نسمع له نشيجا(1).
7. قال الفضيل بن عياض: كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل(2).
8. قال محمد بن كعب: لأن أقرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها والقارعة أرددهما وأتفكر فيهما أحب إلى من أن أهز القرآن كله هزا(3).
9. قال النووي: وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة.
10. قال ابن القيم: هذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح
قال محمد بن كعب القرظي: [لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ +إذا زلزلت" و +القارعة" لا أزيد عليهما أحب إليَّ من أن أهذَّ القرآن ليلتي هذّاً. أو قال: أنثره نثراً ](4).
مختصر قيام الليل: (ص 131).
|